30 مارس 2008

أحبّكِ جدّا 05

التاريخ : الأحد 2 مارس 2008 السّاعة : ساعة صفا مع النفس،السابعة مساء المكان : مقهى بوسط المدينة المناسبة : لحظة تأمّل ... ... وجوه تختلف منها أصحاب البلد ومنها من هم دون ذلك من ثقافات مختلفة ، أتصفّح الوجوه باحثا عن نفسي فيها فلا أرى إلا رجلا وامرأة قد تقدّمت بهما السنين ،يتحدّثان تارة ويتداعبان تارة أخرى.. أمامي توجد فتاتان برفقة شاب يبدو انّهم من اليونان أومن تركيا لست أدري ..وذلك من حركاتهم وضحكاتهم ومن وراءهم لا أقدر أن أميّز الآخرين ذلك لأن المقهى كان مزدحما على غير العادة ،لكنّي وحيد في هذا الزّحام إلاّ مع أفكاري التي سافرت مع الموسقى الهادئة المنبعثة من المقهى ،سافرخيالي بعيدا عن المقهى ..عن الوجوه التى تسترق الأنظار إلى هذا العاشق المجنون الذ يخطّ كلماته فيما الآخرين يتحدّثون ..يتهامسون ..يتداعبون ..يعشقون ..وأنا يا سادتي أعشق وأحبّ ولكنّكم لا تعلمون.. أرحل بأفكاري بعيدا عن كل هؤلاء ..أرحل عن الوجود إلى عالم العشق الساحر الذي أسرني منذ ثلاثة أيام خلت ..أعيش عشقا لا حدود له معك أنت عائشتي ولكن إلى أن ألتقيكِ حبيبتي ها أنا هنا من هذا المقهى أعلن لك حبّي ..عشقي ..غرامي ..هُيامي .. صبابتي ..وكلّ مفردات الحب التي وُجدت في قواميس العشق والتى لم توجد بعد ... كل هذا الحب والعشق حبيبتي سيبقى حكما نافذ المفعول لكن مع تأجيل التنفيذ . سؤال يطرح نفسه : هل لمثلي أن يعشق ؟؟؟ هل يكون مضحكا لمن في سنّي أن يحلم ..أن ينام ..أن يتكلّم مثل العشاق ..أن يكتوي بلوعتهم أن يكابد عذابات البعاد.. أن يعشق مثلهم بجنون ..نعم عائشتي بجنون ؟؟؟ ... هل ..وهل ..وهل ؟؟؟؟كثيرة هي أسئلتي يا معذّبتي . كلمة قالتها لي فاتنتي : أريدك أن تكون لي عاشقا بعقل وليس بجنون..؟؟ يا ترى هل تمزح حبيبتي ؟ هل تدرك مات تقول ؟؟ لست أدري إن كان حبي وعشقي لها بجنون جريمة أقترفها صباحاً مساءً ويوم الأحد ؟؟؟ يا ويْلي إن كان ذلك كذلك فإني أعلنها لك عائشتي بأعلى صوتي وأمام محكمة العشق العليا وأمام كل مذنبي العشق مثلي أنّي لن أتوب عن اقتراف جريمتي لا بالعكس حبيبتي سأوغل في الجُرم مادُمت حيّاَ..مادمت لك عاشقا،لا تخافي عزيزتي سوف لن أتراجع عن قراري حتى لوكان حكم المؤبّد في انتظاري ..فمرحبا بهكذا حكم أموت فيه شهيدا لعشق مجنون.. ... يا ويلي من ضحكات تملأ المقهى ترسلها تلك الفتاة اليونانية ، تملأ المقهى بقهقهاتها وبخفة دمها أرجوأن لا تغار حبيبتي ولكن لأقول شيئا مرّ بخاطري اللحظة.. أنا أعيش في بلد ميّت.. أجَلْ ميّت لا ترى فيه إلاّ وجوها مصفرّة وكأن الدّم قد نضب منها ..بلد بارد بأصحابه وطقسه ..بلدٌ أحلى ما فيه أنّك فيه يمكن أن تحلم وأن تعشق ولكن خارج حدوده..إلى أن يختلف الأمر ويستوطن العشق فيه ..إلى أن تأتي حبيبتي من رباطها وترسم البسمة على شفاهي البائسة دونها فيصبح هذا البلد معها وطنا للحب ّ..للعشق وللعيش وتحقيق الأحلام المجمّدة إلى حين .. أثارتني ضحكات تلك الفتاة لأنّي كنت أحتاج إلى هذا الدفء الذي ينبعث من حيويتها ..من أنوثتها .. قد لا تدري عائشي أنّي أعنيها وأنّي أتمثّلها أمامي مكان تلك الفتاة. غير أنّ ترحال افكاري في كلّ ذلك توقّف اللحظة لينفلت الحلم من عقاله ويؤوب إلى دربه الأول ومهد اللحظة العاشقة ..نعم أنا عاشق .. وما العيب في ذلك ؟؟ سؤالٌ لطالما ألحّ عليّ لأجد له إجابة : هل تعشق حبيبتي ؟؟ لهل تؤمن بلوعة العشاق بعذابات البِعاد وبأنّ همسة الوصال بيننا مفقودة؟؟ إنّ والله لَأحتار من عجب ما تصنع حبيبتي .. أتمنّى أن لا تقرأ فاتنتي هذه الأسطر بعقل المُعاند ولكن لتقرأها بقلب المحبّ العاشق.. إنّه عتاب حبيبتي : أرى أن الحبّ الذي بيننا فيه مدّ وجزْر،مدّ العواطف من جانبي مدٌّ للامل في لقاء قريب بك يطفئ ضمأ شوقي إليك كلَّ حينٍ وكلَّ لحظة .في مقابل جزْرٍ منك على شاطئ الإهتمام بي والسؤال عن عاشق مجنون ولو جبرا للخاطر. هو جزرٌ لأنّ المسافة التي بيننا تقتضي الغياب ولكن أيّ غياب حبيبتي هذا الذي يؤخرك عنّي من أجل أن يكون برنامجا تلفزيّا أهمّ من عاشق مجنون ينتظر بفارغ الصبر متى يلقاك.. أيّ غياب هذا الذي يؤخرك يوما بعد يوم عن فتح الأثير بيني وبينك في موعدٍ كنت أخاله مقدّسا لك ولكنّه لي أكثر قداسة. أيّ سماءٍ تُضلّني وأيّ أرض تُقِلّني حين لا أجدك حبيبتي في انتظاري حين أشعرأنّك غير راغبة في رؤيتي حيث دائما تكونين خارج الخط في النات ... عاشق مجنون أنا شئت أم أبيت عائشتي ، فذلك ليس بيدي ولكن قلبي هكذا شاء. يا ويل قلبي من جنون حلّ به قد يكون آخر جنون العمر..حبكِ هو آخر العصور حبيبتي فاتركيني آنستي أُجنّ ما شأنك أنتِ كفاني وقلبي برودا أصابني في مقتل منذ قدمت إلى هذا البلد . عزيزتي الغالية .. الموسقى تغيّرت في المقهى أصبحت لا تساعد على الترحال في خواطر العشق المجنون لكن أكيد أنّها تثير جنونا دون عشق ،الناس هنا تعوّدوا ولكنّي لم أتعوّد بعد على هذه الموسيقى على الأقل في هذه الأيام العاشقة التي اعيشها .أنا أحتاج إلى هدوء لأكتب ..إلى عشق مجنون ..أحتاج إليك عائشة حتى أشعر بحقّ بكلمة أحبك جدّا فما أكونُ أنا إن لم تكوني... أحبّك جدّا ...

ليست هناك تعليقات: