04 أغسطس 2008

أحبّك جدّاااا ...رحلة حب إلى المغرب

... أعلنت أجراس الكنيسة على السّاعة التاسعة صباحا اليوم السبت يوم يبدو جميلا بكل المقاييس ، شمس دافئة حملتُ جهازي وقصدت عملي إذ صرت أشتغل يوم السبت مرّتين في الشهر وهذا تغيير من بقية الأشياء التي تغيّرت في يوميات حياتي بعد رجوعي من رحلة العشق إلى المغرب لملاقاة حبيبتي عائشة ... أكتب هذه السطور اليوم إذ لم أجد الوقت الكافي للكتابة بعد رحلتي السعيدة وذلك للإرهاق الذي أصابني ولتغيّر نسق العمل وأوقاته . لتعذريني عزيزتي على هذا التأخير فوالله أنت لم تفارقي تفكيري لحظة واحدة منذ ودّعتك .. وكلّ كلماتي الآن تعلن لك عن صدق مشاعري وأحاسيسي التي إختزنتها لك حتّى أبوح بها الآن في هذه السطور التي أخطّها لك من عملي إذ اليوم حركة العمل بطيئة فاغتنمت الفرصة لأنقل ما كتبته على جهازي .. سأحاول ما استطعت أن أكتب بلغة سهلة وبسيطة كتلك التي كتبت بها حبيبتي مذكّراتها والتي كانت بمذاق العسل وكأنّي أقرأ في كتاب عشق رومانسي جميل، والتي كانت كلماته تصلني كنسيم معطّر يلطّف حرارة الأيام الصيفية ولكنّه يقوّي من حرارة حبّي لها في لياليّ الباردة دونها أكتب هذه السطور وأنا أستمع إلي أغنية نانسي عجرم الجديدة " سافر أنا روحي معاك " وكأنّ هذه الأغنية غنّيت لأجلنا بمناسبة سفري إليها لرؤيتها في المغرب .. كتبت هذه الكلمات بدون ترتيب لأفكاري ولكنّي تركت مشاعري تتكلّم وقلمي يخطّ كل نبضة قلب في حينها دون تنسيق بين الجمل .. وهذا ما كتبته : أحبّك جدّا ... كلماتٌ أبت أن تولد إلاّ بعد مُضيِّ أسبوع من رحلة سفري إلى المغرب .. كلمات اختمرت كلّ هذا الزمن في أعماق قلبي الموشوم بعشقها لتعلن اليوم عن إنتصار الحب على كلّ مستحيل يحول بيني وبين حبيبتي ،، كان سفري إليها غير مبرمج في أجندة يومياتي وذلك لقلّة إمكانيتي المالية في هذه المرحلة ولكن كلمة قالتها لي حبيبتي هي التي جعلتني أغامر وأتجاوز كل الصعاب حتى أجيبها على كلمتها التي نطقت بها قالت " يا ريت " حين سألتها إن كانت ترغب في رؤيتي وملاقاتي في المغرب ... ثمن هذه الكلمة لا يقدّر بثمن في علاقة عشق مجنونة فركبت الصعب ولم أتردد وسافرت إليها بتاريخ 11 جويلية 2008 وتركت حسابات التكلفة وراء ظهري ولم أبالي بها وتحمّلت تبعات ذلك وكلّ ذلك لأجل عيون حبيبتي ... صعبٌ فراقكك أيّتها الغالية .. أمنيات عشق وهيام تُوّجت بلقاء الحبيبة التي سكنت القلب وملأت الكيان .. ملائكية الروح وجدتها .. رقيقة الكلام .. والكيان .. لحظة التّماس .. سفرٌ في جسد غضّ رقيق وروح مرحة تعلن فرح حبيبي بلقائي ..جسدٌ تملأه الرغبة المحمومة في الإنصهار .. في الإتحاد على الدوام دون فصال .. أستمع الآن إلى أغنية " لمسة إيد " لنانسي عجرم .. آآآه كم هي جميلة ورقيقة كلمات هذه الأغنية .. ... وِصال بين حبّ الواقع وحبّ البِعاد (الماسنجر) كلاهما له طعم ومذاق خاص غير أني في حبّ الواقع شعرت بحاجة روحي إلى روحها وضمأ الجسد للجسد .. تمام الوصال بيننا فجّر فِيّ آخر براكين الحبّ في أرضي العاشقة للهيجان للعشق السرمدي المجنون .. ... جميلة هي كلّ اللحظات بحلاوة اللقاء وعذابات الوداع الأخير ... ما كنت أحسب أنّ للحبّ سطوة بهذا الشكل ففي كلّ مكان يأخذني الحنين إليها على لأرض في السماء فوق السحاب في كلّ لحظة وثانية لم تفارق لا قلبي ولا عقلي منذ ودّعتها .. ... ما أجمل أن أكون سعيدا حين ألتقي حبيبتي يصبح للسعادة طعم بمذاقٍ مغربي أصيل ... ... لطالما تمنّيت إختصار المسافات بيني وبينها وأخيرا تحقق الحلم ... حبّها رحيل على الدوام ... إشتياق .. حنين .. رغبة .. أنا أحتاج إلى كلّ ذلك .. أحتاج همسها .. لمسها .. فرحها وغضبها صَدق قلبي بحبّها فراح ينبض على أوتار اللقاء الأخير لقاء الرّوح والجسد في آن ..بلقائها إجتمع الشوق والحنين واللذة والجنون ... لحظة زعل طارئة بيننا .. أعادت جدالات الزمن الماضي فأضاف للقاءنا طعم المعركة الحامية إنتصرنا فيها معا .. بعناق وحنان الإستسلام لرغبة الحبّ الحميمي الدّافئ ..معلنا إنتصار كلينا انتصار الحبّ الذي اشتاقت إليه روحي وضمأ إليه جسدي . ... جميلة كلّ تلك اللحظات التي قضّيناها معا ،كلّها كانت صادقة دون زيف رغم الفراق القصير بعد رجوعي كيف لي أن أتحمّل نار البعاد رغم أنّي أراها على الماسنجر ؟؟؟؟ يالا لعنة القدر الساخر يرمي بي دائما في بحور الضيق والملل حين لا أراها .. الأغنية تقول الآن " أنا ما بعرف قيمة عينيّ غير لمّا يشفوك " حلوة هذه الأغنية وكأنّها تعبّر عمّا أشعر به نحوها .. .. أيّتها المغربية ‘‘‘ ماذا فعلتِ بي ؟؟ لما أحبّك كل هذا الحبّ ؟؟ لما عشقتك حتّى الجنون وسأعشقكك حتى الموت.. ... أرتمي في أحضان العشق وأسبح في فضاء لا متناهي من الذكريات الجميلة مع حبيبتي التي وشمت على قلبي أجمل نقوشات العشق والغرام .. جاءت حبيبتي عائشة من بعيد .. بعيد لتمحي كلّ تلك الذّكريات القديمة قبل أن أتعرّف عليها لتكسر تلك الصورة التي بقيتُ أتمثّلها لصديقتي التونسية الغير مأسوف عليها طيلة أربع سنوات من عمري الذي ضيّعته الأوهام .. أتت عائشة ومحت كلّ ذاكرتي لتعلن ميلاد رجل جديد .. ذاكرة عذراء كتبتُ فيها أوّل كلماتي ..أحبّك عائشة بجنون ... بعد لقائها.. إحساس جديد خالجني كأنّي لم أعش من قبل وكأني لم أتذكّر قط في حياتي فكانت عائشة أوّل تذّكري وذاكرتي وحبّي و أوّل إحساس بطعم الفرح و السرور.. جميل أن لا يبقى من ذكريات الماضي شيء .. جميل أن تُمحي الذكريات بذكريات الحاضر وأمنيات المستقبل .. كم هو جميل أن تكوني أنت عائشة حبيبتي.. يا من أحببتك بكل هذا العذاب.. أنت يا من كتبت في دفتر أيامي حبّك ممنوع فيه الوقوف.. حبّ لا يعترف بإجازة أوعطلة ولا حتّي في "يوم عيد العرش " حبّك حبّ على الدّوام ووصال وغرام ... بعد رجوعي من المغرب صار كلّ شيء بارد في حياتي يخلو من كلّ تشويق .. صارت الحياة كلّها رتابة ،عمل بالنهار وعودة مسرعة إلى البيت نتيجة الإرهاق لأمكث فيه دون أن أفعل أيّ شيء غير النوم وبعدها أفتح الماسنجر لأتكلّم مع حبيبتي فتعاودني حرارة الحياة وكأنها كهرباء تسري فيّ لتضيئ كل ما حولي ويصبح للوقت طعم ولحياتي قيمة وحين تودّعني يعاودني الملل والضجر والتّرقب .. هكذا هي أيامي بعد سفري إلى المغرب .. في إنتظار قادم الأيام التي أتوسّم أن تكون أجمل من الماضي والحاضر معا .. أمنّي نفسي بمعاودة لقائها في أقرب فرصة ،في انتظار ذلك أصبّر نفسي بذكرياتنا الجميلة بمشاهدة صورنا مع الإستماع إلى أغنياتنا المفضّلة أحبّك جدّاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا أنهي كتابة هذه السطور وزخّات المطر تعلن إنتهاء هذا اليوم الذي بدأ جميلا لينتهي بسحب سوداء حزينة كتلك التي تكسي سماء حياتي في انتظار قدوم حبيبتي فتنقشع كل السحب وتعلن عن فجر يوم جميل ملؤه البهجة والفرح والحبّ ولكن ها أنا الآن في منفى أحلامي المؤقّت ومعتقل أفراحي المؤجّلة .............. بلجيكيا في 2 أوت 2008